المجرات؛ تلك الأجرام السماوية العملاقة والسّابحة في الكون كحال كافة الأجرام، تتخذ أشكالاً متعددة كالأشكال الحلزونية، أو البيضاوية أو الكروية، أوغير المنتظمة، وتعتبر أيضاً أكثر الأجرام السماوية وفرة، ويمكن تشبيهها كـ «حاويات كونية» لأي نظامٍ شمسي.
هذه المجرّات والتي تُعرّف ضمن فئة يُطلق عليها اسم «فضاء بينجمي» لن نستطيع إحصاؤها ولا حتى التفكير في ذلك، ولن تتمكن البشرية على الأرض من رؤية كافة تفاصيلها جميعاً، بما في ذلك المجرة التي تحتوينا.
اليوم لن نغوض في تفاصيل أي شيء سوى في ذكر مُقتطفات عن أبرز خمسُ مجرّات تقع بالقرب من مجرتنا «درب التبانة»، الحاوية الكونية التي تحفظنا في الكون.
تعريفات
كوكبة: هي مجموعة من النجوم مُتراصة بجوار بعضها مُكوّنة شكلٍ ما أو صور مختلفة، وتدل على المنطقة التي تظهر فيها مجموعة محدودة من النجوم.
المجرة: هي عبارة عن تجمعات هائلة من مليارات المليارات من النجوم والكواكب والأقمار والنيازك، بالإضافة لتجمعات من المادة المظلمة المجهولة في الكون، وبقايا النجوم والغبار الكوني، جميعها متراصة في هيئة مجرة كبيرة عن طريق الجاذبية، تعطي في النهاية نظاماً شمسياً مُتكاملاً.
مجرة قزمة: هي مجرة صغيرة تتكون من بضعة مليارات من النجوم، مُقارنة بمجرتنا درب التبانة التي تحتوي على عدد من النجوم يتراوح بين 200 إلى 400 مليار نجم.
وبخلاف المجرة الشهيرة «أندروميدا»، هناك مجرات تبعد عنّا بضع ألآف سنين ضوئية فقط كالآتي.
المجرة القزم دراكو – Draco Dwarf
هي مجرة كروية الشكل اكتشفت بواسطة «ألبرت جورج ويلسون» في العام 1954. يقع هذا القزم في اتجاه كوكبة دراكو. وتعتبر أقل المجرات توهجاً، يبلغ قطرها نحو «3000» سنة ضوئية، وتبعد عن الأرض مسافة تقدر بنحو «205 ألف» سنة ضوئية.
أظهرت دراسات حديثة باعتبار مجرة دراكو كمصدر وفير لدراسة المادة المظلمة في الكون، نظراً لوفرتها فيها بكثرة. ومؤخراً، تم تحديد خمس نجوم كربونية مُعرفة داخل المجرة، أو ماتعرف بالنجوم الحمراء العملاقة، بالإضافة لأربعة نجوم أخرى يطلق عليها اسم «العملاق المقارب».
هياكل عملاقة يحتويها الكون.. جديرة بتغيير مفهومنا عنه!
المجرة القزم القوس – Sagittarius Dwarf
هي مجرة قزمية في في كوكبة القوس. اكتشتفت بواسطة «سيزارسكي» في الـ 13 من يونيو من العام 1977؛ في صورة أُخذت بالمرصد الأوروبي الجنوبي «ESO». تعتبر هذه المجرة أكثر توهجاً من مجرة الدلو القزمة، وأصغر من مجرة درب التبانة من حيث الكثافة بـ «10 ألآف» مرة. تبعد عنا مسافة تقدر بنحو «3.4 مليون» سنة ضوئية.
أيضاً تم اكتشاف 27 نجماً كربونياً داخلها، وتعتبر مجرة فقيرة بالمعادن. تلقب بالوحش ذو الأربعة أذرع، ويعتقد العلماء بأنها مجرة ذات نظام ثنائي كسحابتي ماجلان الكبرى والصغرى.
سحابة ماجلان الكبرى- Large Magellanic Cloud
هي مجرة قزمية غير منتظمة تأخذ شكل الدوامة. قريبة من مجرتنا ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. تُعتبر ثالث المجرات التي تُرى بالعين المجردة من على الأرض، وتبعد عنا مسافة «160.000» سنة ضوئية، ويبلغ قطرها نحو «30.000» سنة ضوئية.
سحابة ماجلان الصغرى – Small Magellanic Cloud
مجرة قزمة تقع بالقرب من مجرتنا، وبالقرب من سحابة ماجلان الكبرى. تبعد نحو «200 ألف» سنة ضوئية عن مجرتنا، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة من نصف كوكبنا الجنوبي، أو من ارتفاع بسيط فوق خط الإستواء في نصف الكوكب الشمالي.
يبلغ قطرها نحو «7000» سنة ضوئية. ويعتقد علماء الفلك بأنها كانت مجرة حلزونية سابقاً، لكن تلك الأذرع قد تلاشت بسبب جاذبية مجرة درب التبانة، لكن مركزها ظل كما هو دون أن يتأثر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق